يَا وصاف انظر ما تقول [في الهدهد][٤] إِنَّ الصَّبِيَّ مِنَّا يَضَعُ الْفَخَّ وَيَحْثُو عَلَيْهِ التُّرَابَ فَيَجِيءُ الْهُدْهُدُ ولا يبصر الفخ إلا في عنقه [فكيف يبصر ما في الأرض من الماء][٥] . فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَيَحُكَ إِنَّ الْقَدَرَ إِذَا جَاءَ حَالَ دُونَ الْبَصَرِ. وَفِي رِوَايَةٍ: إِذَا نَزَلَ الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ ذَهَبَ اللُّبُّ وَعَمِيَ الْبَصَرُ. فَنَزَلَ سُلَيْمَانُ مَنْزِلًا فَاحْتَاجَ إِلَى الْمَاءِ فَطَلَبُوا فَلَمْ يَجِدُوا، فَتَفَقَّدَ الْهُدْهُدَ لِيَدُلَّ عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ: مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ، عَلَى تَقْرِيرِ [٦] أَنَّهُ مع جنوده، وهم لَا يَرَاهُ ثُمَّ أَدْرَكَهُ الشَّكُّ فِي غَيْبَتِهِ، فَقَالَ: أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ، يعني كان مِنَ الْغَائِبِينَ، وَالْمِيمُ صِلَةٌ، وَقِيلَ: أَمْ بِمَعْنَى بَلْ، ثُمَّ أَوْعَدَهُ على غيبته، فقال:
- وهو في «سنن الترمذي» ٣٦٤١ عن قتيبة بهذا الإسناد. - وأخرجه أحمد ٤/ ١٩٠ و١٩١ من طريقين عن ابن لهيعة به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب!!. قلت: تفرد ابن لهيعة به. - وخالفه الليث بن سعد، فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بن جزء أخرجه الترمذي ٣٦٤٢ بلفظ «ما كان ضحك رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلّا تبسما» . وقال: هذا حديث صحيح غريب. - قلت: رجاله ثقات مشاهير، وهذا المتن له شواهد وهو المحفوظ. (١) تصحف في المطبوع «عبد» . (٢) تصحف في المخطوط «حزم» . (٣) زيادة عن المخطوط. (٤) زيادة عن المخطوط. (٥) زيادة عن المخطوط. (٦) في المخطوط «تقدير» .