الفهم مقام المشاهدة في السماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة عليه، كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم مِثل {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ١ {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه} ٢ {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَه} ٣ {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّك} ٤. ومثل ما جاء في الأخبار:"حتى يضع الرب فيها قدمه"٥ "وأنه يضحك من عبده المؤمن"٦. ولكن نثبت هذه الصفات وننفي التشبيه كما نفى عن نفسه تعالى ذكره فقال:٧ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ٨.
١ سورة المائدة /٦٤. ٢ سورة الزمر /٦٧. ٣ سورة القصص /٨٨. ٤ سورة الرحمن /٢٧. ٥ أخرجه البخاري (ر: فتح ٨/٥٩٤، ومسلم ٤/٢١٨٧ عن أنس رضي الله عنه. ٦ أخرجه البخاري (ر: فتح ٦/٣٩) ، ومسلم ٣/١٥٠٤ عن أبي هريرة رضي الله عنه. ٧ سورة الشورى /١١. ٨ ورد النص في جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي من رواية أبي طالب العشاري، ونقله الموفق ابن قدامة في ذم التأويل ص١٢٤، وابن أبي يعلى في الطبقات ١/٢٨٣، وابن القيم في اجتماع الجيوش ص١٦٥، والذهبي في سير الأعلام ١٠/٧٩، والمقدسي في مناقب الأئمة ص١٢٠، ١٢١.