٢- قوله صلى الله عليه وسلم:"إن لله تسعة وتسعين اسما؛ مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة" متفق عليه، وفي رواية:"من حفظها".
الشاهد من الحديث: قوله: "من أحصاها"، "من حفظها".
ثانيا: معاني الإحصاء:
معنى قوله:"من أحصاها" قد ذكر فيه الخطابي٢ "أربعة أوجه"، وهي:
المعنى الأول: العدُّ: كما في قوله سبحانه: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} ٣، فيكون معنى "أحصاها" في الحديث: أنه يعدُّها ليستوفيها حفظا، فيدعو ربه بها.
وقد استدل على صحة هذا التأويل بما ورد في رواية سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة غير واحد، من حفظها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر" ٤.
قال الخطابي عند هذا الوجه:"وهو أظهرها".
وقالى النوويُّ:"قال البخاري وغيره من المحققين. معناه حفظها، وهذا هو الأظهر لثبوته نصا في الخبر، وهو قول الأكثرين"٥.
وقال ابن الجوزي:"لما ثبت في بعض طرق الحديث"من حفظها" بدل "من أحصاها" اخترنا أن المراد "العد"؛ أي: من عدَّها ليستوفيها حفظا".
١ مدارج السالكين ١/ ٤٢٠ "بتصرف يسير". ٢ شأن الدُّعاء ص ٢٦- ٢٩. ٣ الآية ٢٨ من سورة الجن. ٤ أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه، الذكر. ح ٢٦٧٧ ٥ الأذكار للنووي ص هـ٨، شرح صحيح مسلم ١٧/٥