والغرض بهذا الكلام هو الإعلام بأن المضاف قد يحذف ويقام المضاف إليه مقامه في الإعراب كقوله تعالى (١): {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}(٢) أي: حب العجل.
وكما يقوم المضاف إليه مقام المضاف في الإعراب يقوم مقامه في التذكير كقول الشاعر:
(٦٠٨) - يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل
"بردى" مؤنث، فكان حقه أن يقول:"تصفق".
لكنه أراد: ماء بردى.
فحذف المضاف وهو مذكر، وقام مقامه في التذكير.
(١) من الآية رقم "٩٣" من سورة "الإسراء". (٢) هـ سقط بكفرهم. ٦٠٨ - من الكامل من قصيدة لحسان بن ثابت رضي الله عنه في مدح آل جفنة ملوك الشام "الديوان ص ٣٠٩"والضمير في "يسقون" يعود إلى أولاد جفنة وقد ورد اسمهم في بيت سابق. البريض: موضع بدمشق يصفق: ينقل من إناء لآخر ليصفي والباء في بالرحيق للمصاحبة أي: ممزوجا بالخمر الصافية. السلسل: السهل الانحدار السائغ الشرب. ويروى "كأسا تصفق" وعليه فلا شاهد.