واختلف العلماء في هذه الصورة، هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب:
١ ذهب الجمهور إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلًا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي -صلى عليه وسلم- فأخبره، فأنزل الله:{وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ٢ فقال الرجل: يا رسول الله: ألي هذا؟ قال:"لجميع أمتي كلهم" ٣.
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى:"فهذا الذي أصاب القبلة من المرأة نزلت في خصوصه آية عامة اللفظ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألي هذه؟ ومعنى ذلك: هل النص خاص بي لأني سبب وروده؟ أو هو على عموم لفظه؟ وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- له: لجميع أمتي. معناه أن العبرة بعموم لفظ:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} لا بخصوص السبب، والعلم عند الله تعالى"٤ ولو كان المراد تخصيصه بالحكم، لكان النص: إن حسناتك تذهب سيئاتك، فدل عمومها
١ تفسير ابن أبي حاتم: ج١٠ ص٣٤٤١. ٢ سورة هود: الآية ١١٤. ٣ رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب الصلاة كفارة ج١ ص١٣٣، ١٣٤؛ ورواه مسلم كتاب التوبة حديث ٣٩، ٤٢، ج٤ ص٢١١٦. ٤ أضواء البيان: الشنقيطي ج٣ ص٢٥٠.