يبدو أنه كان يشرك معها من حين إلى حين أخريات، كن يأسرنه بجمالهن وفتنتهن وما يزرعن فى القلوب من الهوى مثل جارية تسمى نبتا، كانت من الجوارى القيان، وفيها يقول (١):
نبت إذا سكتت كان السكوت لها ... زينا وإن نطقت فالدرّ ينتثر
وإنما أقصدت قلبى بمقلتها ... ما كان سهم ولا قوس ولا وتر
وكان سعيد بن حميد يعمل فى الدواوين، وأسندت إليه رياسة ديوان الإنشاء فى عهد المستعين، واشتهر بتبادله الحب مع فضل الشاعرة، وسنعرض فى ترجمتها لما كان بينهما من محاورات شعرية طريفة، وله فيها غزل كثير بديع من مثل قوله يشكو السهاد وطول الليل (٢):
يا ليل بل يا أبد ... أنائم عنك غد
يا ليل لو تلقى الذى ... ألقى بها أو تجد
قصّر من طولك أو ... ضعّف منك الجلد
أشكو إلى ظالمة ... تشكو الذى لا تجد
وقف عليها ناظرى ... وقف عليه السّهد
وعرف عبيد الله بن عبد الله بن طاهر حاكم بغداد بأن قينة تسمى شاجى شغفت قلبه حبّا، فنظم فيها شعرا كثيرا، وتزوجها وظل يهيم بها ويشملها بحبه وعطيه؟ ؟ ؟ وحنانه ويكلف بها كلفا شديدا، كما كان يكلف بها قبل زواجه وفى شبابه، وإلى ذلك يشير بقوله (٣):