ومشاعره وأهوائه، وطبيعى أن يوقد الحب فى نفوسهم الجذوة التى طالما أوقدها فى نفوس المحبين، فإذا هم ينظمون قطعا من الأبيات يسجلون بها بعض خواطرهم، من مثل قول الفتح بن خاقان وزير المتوكل (١):
وكان سليمان بن وهب وزير المهتدى يحسن الشعر ونظمه، وله فى الأغانى ترجمة طويلة ومثله القاسم حفيده وزير المعتضد كان يصوغ بعض خواطره شعرا، وروى له المرزبانى مقطوعات متعددة فى الحب من مثل قوله (٢):
جريح صدود قد أضرّ به الهوى ... ورقّ له عوّاده وعواذله
واشتهر بعض كبار رجال الدولة من الولاة ورؤساء الدواوين ممن كانوا يحسنون الشعر بحب عنيف كان يحتلّ أفئدتهم ويستأثر بكل ما فيهم من عواطف ومشاعر، وفى مقدمتهم إبراهيم بن المدبر وسعيد بن حميد وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وقد تولى إبراهيم-كما مرّ بنا-ولايات مختلفة منها ولاية البصرة ورأس بعض الدواوين التى كان يعمل بها منذ زمن المتوكل وكان يهوى عريب ولهما أخبار كثيرة ساقها أبو الفرج الأصبهانى فى ترجمته لكل منهما (٣). كما ساق كثيرا مما كان بينهما من المعاتبات والمحاورات، ومن قوله فيها (٤):
زعموا أنى أحب عريبا ... صدقوا والله حبّا عجيبا
حلّ من قلبى هواها محلاّ ... لم تدع فيه لخلق نصيبا
هى شمس والنساء نجوم ... فإذا لاحت أفلن غيوبا
وهو فى هذه الأبيات يصرّح بأنه لا يشرك معها جارية فى حبه وهيامه، ولكن