لقد انعكست هذه الأحداث على مواقف الدول الأفريقية نفسها تجاه القضية الفلسطينية، فبينما كان موقف مجموعة الدار البيضاء واضحاً من خلال القرار الخاص الذي أصدره المؤتمر حول هذه القضية، كانت هذه الأخيره تثير حساسية دول مؤتمر مونروفيا وطريقة الرئيس الراحل عبد الناصر في عرضها بالصورة التي يعتبر فيها إسرائيل أداة إمبريالية ليس في الشرق الأوسط فحسب وإنما في أفريقيا أيضاً (١) وقد علق أحد المسؤولين الأفارقة (٢) على النجاح الذي حققه الرئيس عبد الناصر في مؤتمر الدار البيضاء حينما ربط قضية فلسطين بقضايا الاستعمار في أفريقيا قائلاً: (إن الرئيس العربي عرض قضيته بمنتهي البراعة وقوة التأثير، فقد ربط بين مشكلة فلسطين وبين الفكرة العامة المتعلقة بالدفاع عن القارة الأفريقية وتأمين سلامتها (٣) .
٤- مؤتمرات عدم الإنحياز (٤) :
تلتقي الدول العربية والدول الأفريقية جميعها داخل إطار هذه الحركة، وتكون الدول الأفريقية في مؤتمراتها أكبر مجموعة من حيث عددها بالنسبة لمجموع الدول أعضاء هذه الحركة. ...
(١) - Akinsanya , Odeoya, “ The Afro- Arab Alliance: Dream or Reality” , Africain Affairs, vol.٧٥ , No ٣٠١, Oxford University press , October ١٩٧٦, p ٥١١-٥٢٩. (٢) وزير خارجية السنغال السابق دودو تيام. (٣) أحمد يوسف القرعي، ثورة ٢٣ يوليو وقضية تصفية الاستعمار في أفريقيا سلسلة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، الأهرام، القاهرة، العدد ٢٦ يوليو ١٩٧٨م ص ٢٨. (٤) راجع حول حركة عدم الإنحياز (نشأتها، مبادئها، أهدافها) اللاانحيازية في ظل الاستراتيجية الدولية، قسم خاص في مجلة السياسية الدولية، مؤسسة الأهرام القاهرة، العدد ٤٥، يوليو ١٩٧٦ م،ص ص ١٢-٤٨.