ومع بداية عام ١٣٨٠ هـ الموافق ١٩٦٠م شهدت القارة الأفريقية أحداثاً كبيرة أدت إلى ظهور انقسامات في المواقف السياسية بين الدول المستقلة، ومن هذه الأحداث أوضاع الكونغو كينشاسا (زائير) والعلاقات بين المغرب وموريتانيا وتطورات حرب الاستقلال الجزائرية، وقد اجتمعت الدول الأفريقية الناطقة باللغة الفرنسية (١) . بعد حصولها على الاستقلال في ابيدجان عاصمة ساحل العاج في أكتوبر ١٩٦٠ للتنسيق بين مواقفها، ولكن الخلاف ازداد بين الدول الأفريقية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٦٠ ومن ثم تكتلت مجموعة من الدول الأفريقية في ١٥ ديسمبر ١٩٦٠م وعقدت مؤتمر برازافيل في الكونغو، وعلى الجانب الآخر اجتمعت مجموعة أخرى من الدول الأفريقية في مؤتمر الدار البيضاء (المغرب) ١٣٨١هـ الموافق في يناير ١٩٦١م، وفي مايو من عام ١٩٦١م جرت محاولة إعادة تجميع الدول الأفريقية في مؤتمر مونروفيا (ليبيريا) ولكنه فشل في التوصل للوحدة الشاملة واعقب ذلك مؤتمر لاجوس (نيجيريا) الذي قاطعته مجموعة الدار البيضاء وبعض الدول الأخرى. وعلى الرغم من هذا الإنقسام ظلت الاتصالات تدور بين الدول الأفريقية حتى تم الإتفاق على حضور مؤتمر أديس أبابا (أثيوبيا) ١٣٨٣هـ الموافق مايو ١٩٦٣م وتمت دعوة أثنين وثلاثين دولة أفريقية مستقلة بالإضافة إلى الدولة صاحبة الدعوة لحضور مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية ثم مؤتمر على مستوى رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، وفي عام ١٣٨٣هـ الموافق ٢٥ مايو ١٩٦٣م صدر عن هذه الاجتماعات ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية (٢) .
(١) الدولة الأفريقية الناطقة بالفرنسية التي حصلت على استقلالها عام ١٩٦٠ هي: ساحل العاج، فولتا العليا، بنين (داهومي سابقا) ، النيجر، تشاد، الكاميرون، السنغال، توجو، جابون، الكونغو، أفريقيا الوسطى، موريتانيا، ما لأغاشي. (٢) محمود خيري عيسى، مرجع سابق، ص ٣١٥.