وهذا لفظ متواطئ لا اشتراك فيه (١)، فمن استعماله في دعاء العبادة قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ ولا فِي الأرْضِ﴾ [سبأ: ٢٢] وقوله تعالى: ﴿والَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شيئا وهم يخلقون﴾ [النحل].
وقوله تعالى: ﴿قُلْ ما يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ﴾ [الفرقان: ٧٧] والصحيح من القولين لولا أنكم تدعونه وتعبدونه أي: شيء يعبأه بكم لولا عبادتكم إياه فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل. وقال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)﴾ [الأعراف]، وقال تعالى إخبارا عن أنبيائه ورسله: ﴿إنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الخَيْراتِ ويَدْعُونَنا رَغَبًا ورَهَبًا﴾ [الأنبياء: ٩٠].
وهذه الطريقة أحسن من الطريقة الأولى، ودعوى الخلاف في مسمى الدعاء.
(١) الألفاظ على أربعة أقسام: ا - الألفاظ المترادفة: وهي ما اختلفت ألفاظها واتحدت معانيها مثل: الليث، الأسد، الغضنفر ألفاظ مختلفة ولكنها جميعها دلت على معنى واحد وهو الحيوان المعروف. ٢ - الألفاظ المشتركة: وهي ما اتحدت ألفاظها واختلفت معانيها مثل: العين، تطلق على العين الباصرة والعين الجارية والجاسوس. ٣ - الألفاظ المتباينة: ما اختلفت ألفاظها ومعانيها. مثل: السماء والأرض - الجدار والسقف. ٤ - الألفاظ المتواطئة: ما اتفقت ألفاظها ومعانيها. فإذا كان المعنى متساويًا في الجميع فهو: التواطؤ المطلق ومثاله: "الرجل": لزيد وعمرو. وإذا كان المعنى متفاضلًا فهو: التواطؤ المشكك ومثاله: النور للشمس والسراج، التحفة المهدية (١/ ٢٠٩).