كان اليسوعيون يتبجحون بهذه الأقوال عام ١٩٣٠، حينما كان ظلم الفرنسيين المخيم على بلادنا فِي أَوْجِهِ، وحينما كانت فرنسا تظن أن دولتهم لن تدول. وهكذا كشفت فرنسا القناع عن وجهها في السياسة الاستعمارية: لقد أرادات الإدارة الفرنسية أن تقوم بحركة تنصير واسعة في البلاد مستعينة باليسوعيين، فاختارت بلاد العلويين حول اللاذقية.
يشهد اليسوعيون (١) أن فرنسا أرادت، بعد عهد من الاستعباد والجهل غطى بلاد العلويين، أن توجد للعلويين دستورًا محررًا (لانتزاع العلويين من الإسلام وإدخالهم في النصرانية)، على شرط أن يساعد هذا الدستور على تحقيق ذلك بلا ضجة. لذلك أصدر (المسيو شوفلر)، جلاد بلاد العلويين، مرسومًا بتاريخ (٢ أيار ١٩٣١ وتحت رقم ٢٩٠٨) يجعل الانتقال من المذهب الكاثوليكي يجري في المحكمة العادية من غير حاجة إلى الإجراءات المعقدة!.
ويجمل أنيس صايغ في كتابه " لبنان الطائفي " تدخل فرنسا في لبنان خاصة واستغلال السياسة والتجارة والعلم والطائفية في سبيل مصالحها هي، مع الإشارة إلى المنافسة الشديدة في هذا الشأن بينها وبين إنجلترا خاصة، قال (٢):