===
فَواقًا ثُمَّ يعقِبُهُ ببَيْنٍ … يُعِيْدُ إلى الحَشَا عَدَمَ السُّكُونِ
ولا يُبْدِي جُيُوْشَ القُرْبِ حتَّى … يُرَتِّبَ جَيْشَ بُعْدِ في الكَمِيْنِ
ولا يُدْني مَحَلِّي مِنْكَ إِلَّا … إذا دارَتْ رحَى الحَرْب الزَّبُوْنِ
فَلَيْت الدَّهْرَ يَسْمَحُ لِيْ بأُخْرى … ولَوْ أمْضَى بها حكْمَ المَنُوْنِ" (١).
"لمَّا اتَفَقَ على الأفْضَل العَادِل أبو بَكْر وأخُوه العَزِيْز عُثْمان كَتَبَ إلى الخلَيْفَة: [من البسيط]
مَوْلاي إنَّ أبا بَكْرَ وصَاحِبه … عُثْمان قد غَصَبَا بالسَّيْفِ حَقّ علي
وهو الَّذي كان قد ولَّاهُ وَالده … عليهما واسْتَقامَ الأمْرُ حينَ وَلِي
فخَالفَاهُ وحل عَقْد بَيْعَته … والأمْرُ بينهما والنَّصُّ فيه جَلي
فانْظَر إلى حَظِّ هذا الاسْم كَيفَ … لَقِي من الأوَاخِر ما لاقَى من الأوَّل
فأجابَهُ: [من الكامل]
وَافَى كِتابُكَ يا ابنَ يُوسُفَ مُعْلِنًا … بالوُدِّ يُخْبِر أنْ أصْلكَ طَاهِر
غَصَبُوا عليًّا حَقِّه إذْ لم يكُن … بعد النَّبيّ له بيَثْرِب نَاصِر
فابْشِرْ فإنَّ غَدًا عليه حِسَابهم … فاصْبِرْ فنَاصِرُكَ الإمام النَّاصِر
ورَأيْتُ بخَطّ ابن العَدِيْم، بعد ذِكْر بَيْتَينِ من أبْيَاتِه وهُما الأوَّل والآخر، ما لفظه: بعضُ النَّاسِ يَقُول إنَّهما من نَظْمِ أبي فِرَاس بنِ أبي الفَرَج البُزَاعِيّ، ثُمّ إنَّ أبا طالِب بن زِيَادة أجابَهُ عن البَيْتَين المَذْكُورَيْن بالأبْيَات الثَّلاثة المَذْكُورة" (٢).
(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٣: ٣٣٧، ٣٤٤.
(٢) سبط ابن العجمي: كنوز الذهب ١: ١١٨.