وَاقْتَرِ آياتٍ منَ الأنْفَالِ … ووَحِّدِ اللهَ ولا تُبَالِ
قال: فذُعرْتُ ذُعرًا شَدِيْدًا، فلمَّا رجَعَتْ إلي نَفْسِي قُلتُ: [من الرجز]
يا أيُّها الهَاتِفُ ما تَقُولُ … أرَشَدٌ عِندَكَ أم تَضْليلُ
بَيِّنْ لنَا هُدِيْتَ ما الحَوِيْلُ
قال: [من الرجز]
إنَّ رَسُولَ اللهِ ذُو الخَيْراتِ … بيَثْرِبٍ يَدْعُو إلى النَّجَاةِ
يأمُرُ بالصَّوْمِ وبالصَّلاةِ … ويَزَعُ النَّاسَ عن الهَنَاتِ
قال: فانْبَعَثت رَاحلَتي فقُلْتُ: [من الرجز]
أَرْشَدَنِي رُشْدًا بِهِ هُدِيْتْ (a) … لا جُعْتَ ولا عَرِيْتْ
ولا بَرِحْتُ سَيِّدًا مُقِيتْ … لا تؤثرني (b) علي الخَيْر الّذي أُتيْتْ
قال: فاتَّبَعنِي وهو يَقُول: [من الرجز]
صَاحَبَكَ اللهُ وسَلَّمْ نَفْسَكَا … وبَلَّغَ الأهْلَ وأدَّى رَحْلَكَا
آمِنْ به أفْلَجَ (c) رَبِّي حَقَّكا … وانصُرْهُ عَنْ ربِّي فقد أخْبرْتُكا (d)
قال: فدَخَلْتُ المَدِينَة وذلك يَوْم الجُمُعَة، فاطلَعْتُ في المَسْجِد، فخرَجَ إليَّ أبو بَكْر الصِّدِّيْق، فقال: ادْخُل رَحِمكَ اللهُ؛ فإنَّهُ قد بَلَغَنا إسْلَامُك، قُلتُ: لا أُحْسن الطَّهُور فعَلِّمْني، فدَخَلْتُ المَسْجِدَ، فرأيْتُ رسُوِلَ الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمِ على المِنْبَر يَخْطُبُ كأنَّهُ البَدْرُ، وهو يَقُول: ما من مُسْلِم تَوضَّأ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثمّ صَلَّى صَلَاةً
(a) مكررة في الأصل.
(b) الأصل: تورني، وفوقها "صـ"، وعند الطبراني: ولا تؤثرن، والمثبت من تاريخ
ابن عساكر، وفي الرجز اضطراب.
(c) الطبراني والمتقي الهندي: أفلح.
(d) الطبراني والمتقي الهندي: وانصره أعزَّ ربِّي نصركا.