وزاد أبو حاتم "فصار البيت ضجة ببكاء من حضر" (١). وذلك يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين" (٢).
[ومما قيل فيه من الشعر]
أضاءت بلاد الري نورا وأشرقت … بذكر عبيد الله فالله أكبر
فشكرا لمن أبناه فينا وحمده … على أنه فينا التقي المخير
لقد نور الريّ العريضة علمه … بدين رسول الله فالدين أنور
إذا غاب غاب العلم والحلم والتقى … وعند حضور القرن يبهى ويزهر
تمنى جماعات الرجال وترتجى … أراملها والكف بالجود تمطر
فلو كان بالري العريضة كائن … كمثل عبيد الله يا قوم يشكر
أنسنا بما آنستنا من فوائد … وكنت ضيا ظلماتنا فهي مقمر
حبانا بك الله العزيز بقدرة … وبصرنا ما لم نكن قبل نبصر
فتى حنبلي الرأي لا يتبع الهوى … ولكنه من خشية الله يحذر
يؤدي عن الآثار لا الرأي همه … وعن سلف الأخيار ما سيل يخبر
وليس كمن يأتي لنعمان دينه … وحجته حمادُ يوما ومسعر
فتى صيغ من فقه بل الفقه صوغه … مثال عبيد الله ما فيه منكر
تمنى رجال أن يكونوا كمثله … وقد شيبتهم في الرياسة أعصر
(١) انظر الحادثة في: مقدمة الجرح والتعديل في باب ما ظهر لأبي زرعة من سيد عمله عند وفاته ص ٣٤٥، وتاريخ بغداد ج ١٠ ص ٣٣٥، والإرشاد ج ٦، في علماء الري، والمنتظم لابن الجوزي ج ٥ ص ٤٨، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (٤٤٢ - ب)، ومعرفة علوم الحديث ص ٧٦، والمنهج الأحمد ج ١ ص ١٥٠ - ١٥١، وسير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة، والتدوين في أخبار قزوين في ترجمة محمد بن ميسرة بن علي بن الحسن بن إدريس الخفاف، القزويني، وصفة الصفوة ص ٧١، وطبقات الشافعية للسبكي ج ١ ص ٦٤.
(٢) انظر: تاريخ بغداد ج ١٠ ص ٣٣٥ - ٣٣٦، وطبقات الحنابلة ج ١ ص ٢٠٣، والإرشاد ج ٦، في علماء الري، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (٤٤٢ ب)، ومرآة الجنان لليافعي ج ٢ ص ١٧٦، والبداية والنهاية ج ١١ ص ٣٧، وتهذيب التهذيب ج ٧ ص ٣٣، وسير أعلام النبلاء.