للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئاً" (١) ومنه قوله تعالى: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب} (٢) ، / ومنه قول (٣) النبي صلى الله عليه وسلم في وصف السبعين ألفاً: "هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون" (٤) ، فالاسترقاء طلب الرقية من المخلوق. وقد تقدم أن دعواه أن الميت هو عين المنفي في كلام الله ورسوله خطأ، بل ما نفاه الرب عن غيره لم يثبته له، والمنفي عن المخلوق ما اختص الرب به. والمقصود أن كثيراً من الضالين الجاهلين، يستغيثون بمن يحسنون به الظن من الأموات والغائبين، في كل ما يستغاث الله فيه، ولا يتصور أن هؤلاء يسألونهم مطالبهم كلها (٥) ، ولا أكثرها (٦) ، بل غاية ما يطلبونه منهم من جنس تحصيل المنافع ودفع المضار لا يحصل، بل قد يحصل بعض المطالب، كما يحصل لعباد الأصنام، والكواكب، وغيرهم من المشركين، ويكون [ما] (٧) يخبرون به ويفعلونه شبهة للمشركين، كما أن ما يخبر به الكاهن ونحوه، فإنه يصدق في واحدة ويكذب في مائة.


(١) أخرجه مسلم في الزكاة باب كراهة المسألة للناس (ح/١٠٤٣) من حديث عوف بن مالك الأشجعي مرفوعاً.
(٢) سورة الانشراح، الآية: ٨.
(٣) في "ش": "قوله".
(٤) أخرجه البخاري في "الطب" باب من أكتوى أو كوى غيره (ح/٥٧٠٥) ، ومسلم في "الإيمان"باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (ح/٢٢٠) من حديث ابن عباس.
وأخرجه مسلم في المصدر السابق (ح/٢١٨) من حديث عمران بن حصين مرفوعاً.
(٥) سقطت من "ش": "كلها".
(٦) في "ش": "أو أكثرها"، وفي (الأصل) : "ولا أكثر"، والمثبت من: "م".
(٧) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش".

<<  <   >  >>