٣ ويكون كثيرًا إذا وقع بعد أداة طلب: أمْرٍ، أَوْ نَهْي، أَوْ دُعاءٍ، أو عَرْضٍ، أو تمنٍّ، أو استفهام، نحو: لَيقومن زيد، وقوله تعالى:{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}[إبراهيم: ٤٢] وقول خِرْنِق هَفَّان:
لا يَبْعَدَنْ١ قومى الَّذينَ هُمُ ... سَمُّ العُداةِ وآفَةُ الجُزُر
وقول الشاعر:
هلَّا تُمنَّنْ بوَعْدٍ غيْرَ مُخْلِفَةٍ ... كما عهِدْتُكِ فى أيَّامِ ذِى سَلَمِ
٤ ويكون قليلا إذا كان بَعْدَ: لا: النافية، أو ما الفائدة، التى لم تُسْبَق بإنِ الشرطية كقوله تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال: ٢٥] وإنما أكَّدَ مع النافى: لأنه يشبهُ أداة النهى صورةً، وقوله:
إذا ماتَ مِنْهُم سَيِّدٌ سَرَقَ ابنُهُ ... وَمَنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شكيرُها٢
١ قولها لا يبعدن: بابه فرح، أي لا يهلكن. والعداة بضم العين: جمع عاد. والجزر بضمتين: جمع جزور وهي الناقة ينحرها اللاعبون بالميسر ويتقاسمونها ويتقامرون عليها. ٢ مثل يضرب للفرع يشبه أصله: أي إذا مات الأب سرق الولد أبيه، فيصير كأنه هو، وقيل: يضرب بمن يظهر خلاف ما يبطن، والعضة: شجر الشوك كالطلح والعوسج. وشكيرها: شوكها، أو ما ينبت حول الشجرة من أصلها، وقيل: صغار ورقها: أي أن ما ظهر من الصغار يدل على الكبار.