وقيل: مُميتُك في وَقْتك بَعد النُّزُول مِنْ السَّمَاء، ورَافِعُك الآن. وقيل: مُتَوَفِّي نَفْسك بالنَّوم (١).
ونَقَل ابن عَطية عن الفَرّاء قَوله: هي وَفَاة مَوْت، ولكِنّ الْمَعْنَى: إني مُتَوَفِّيك في آخِرِ أمْرِك عِند نُزُولِك وقَتْلِك الدَّجَال؛ فَفِي الكَلام تَقْدِيم وتَأخِير.
وضَعّف قَول من قال: إنَّ مَعْنَى مُتَوفِّيك: مُتَقَبِّل عَمَلك، فقال: وهذا ضَعيف مِنْ جِهة اللَّفْظ.
ثم وَجّه ابن عطية قَول ابن عباس الْمَرْوي في أنَّ الوَفَاة هي الْمَوت، فقَال: فَقَول ابن عباس رضي الله عنه: هي وَفَاة مَوت. لا بُدّ أن يُتَمَّم؛ إمَّا على قَول وَهْب بن مُنبه (٢)، وإمَّا على قَول الفرّاء (٣).
وقال الرَّازي في قَوله تعالى:(إِنِّي مُتَوَفِّيكَ)، وفي قَوله تعالى:(فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي)[المائدة: ١١٧]:
واخْتَلَف أهْل التأويل في هاتين الآيتين على طَريقَين:
أحَدُهما: إجْراء الآية على ظَاهِرها مِنْ غَير تَقْدِيم ولا تَأخِير فيها.
والثاني: فَرْض التَّقْدِيم والتَّأخِير فيها.
(١) الكشاف، مرجع سابق (١/ ٣٩٤)، ويُنظر: (٤/ ١٣٣) باختصار. (٢) نَقَل عن وهب بن منبِّه قوله: تَوَفَّاه الله بالْمَوت ثَلاث سَاعات ورَفَعه فيها، ثم أحْياه الله بَعد ذلك عنده في السَّمَاء. (٣) المحرر الوجيز، مرجع سابق (١/ ٤٤٤).