دعوتك عند انقطاع الرجا … ء والموت مني كحبل الوريد
دعوتك لما براني البلى … وأوهن رجليّ ثقل الحديد
وقد كان مشيهما في النعال … فقد صار مشيهما في القيود
وكنت من الناس في محفل … فها أنا في محفل من قرود
تعجّل فيّ وجوب الحدود … وحدّي قبيل وجوب السجود
وقيل عدوت على العالمين … بين ولادي وبين القعودي
فما لك تقبل زور الكلام … وقدر الشهادة قدر الشهود
فلا تسمعن من الكاذبين … ولا تعبأن بمحك (١) اليهود
وكن فارقا بين دعوى أردت … ودعوى فعلت بشأو بعيد
وفي جود كفّيك ما جدت لي … بنفسي ولو كنت أشقى ثمود (٢)
وذكر أبو منصور الثعالبي في اليتيمة عن ابن جني أنه قال: سمعت أبا الطيب يقول: إنما لقبت بالمتنبي لقولي: (٣٣ - ظ)
أنا في أمة تداركها الله … غريب كصالح في ثمود
ما مقامي بدار نخلة إلاّ … كمقام المسيح بين اليهود (٣)
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدنا الأستاذ أبو علي أحمد بن محمد المعروف بمسكويه قال: أنشدنا المتنبي:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى … عدوا له ما من صداقته بدّ (٤)
(١) -في ديوانه:٧٧ «بعجل».
(٢) -ديوانه:٧٦ - ٧٧.
(٣) - يتيمة الدهر ط. القاهرة ١/ ١٢٩:١٩٥٦.
(٤) -ديوانه:٨٣.