الحمد لله ذى الأسماء الحسنى والمثل الأعلى٢ لا يؤوده حفظ٣ كبير ولا يعزب عنه علم صغير٤ [يعلم] ٥ خائنة الأعين وما تخفى الصدور، {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} ٦.
الحمد لله خلق الأشياء كلها على غير مثال وأنشأها على غير حدود ودبر الأمور بلا مشير، وقضى في الدهور بلا ظهير، و [أمسك] ٧ السماء بقدرته٨، وبناها بإرادته وأسكنها ملائكته الذين اصطفاهم لمجاورته وجبلهم على طاعته٩، ونزههم عن معصيته، وجعلهم سكان سماواته، وحملة
١ من كتاب الاقتباس من القرآن الكريم للثعالبي، الهيئة العامة لقصور الثقافة جـ١، بتصرف. ٢ في الأصل: "الحسنى ... الأعلى". ٣ إشارة إلى قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} "البقرة: ٢٥٥". ٤ من سورة يونس ٦١: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} . ٥ ما بين القوسين زيادة ليست في الأصل وهو في الآية ١٩ من سورة غافر. ٦ الأنعام: ٥٩. ٧ في الأصل: "ومسك". ٨ من قوله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} "الحج: ٦٥". ٩ في الأصل: "علي".