تاريخ بغداد، وغير ذلك (١) : أنه لما فرغ من كتاب المعاني أخفاه الوراقون
عن الناس ليكسبوا به فقالوا: لا نخرجه إلا لمن أراد أن ننسخه له على
خمس أوراق بدرهم فشكى الناس إلى الفراء فدعا الوراقين فقال لهم
ذلك، قالوا: إنما صحبناك لننتفع بك وكل ما صنفته فليس بالناس إليه من
الحاجة ما بهم إلى هذا الكتاب، فدعنا نعِشْ منه، قال: فقاربوهم تنتفعوا
وينفعوا فأبوا عليه فقال: سأريكم، وقال للناس: إنني مملٍ كتاب معان
أتم شرحاً وأبسط قولاً من الذي أمليت، فجلس يُملي فأملى الحمد في
مائة ورقة فجاء الوراقون إليه وقالوا: نحن نبلغ الناس ما يحبون فنسخوا
كل عشرة أوراق بدرهم اهـ.
٧- ٨- ذكرها الخطيب البغدادي في: الجامع فقال بسنده (٢) عن أبي
زرعة الرازي قال: [ادعى رجل على رجل بالكوفة سماعاً منعه إياه،
فتحاكما إلى حفص بن غياث - وكان على قضاء الكوفة - فقال حفص
لصاحب الكتاب: أخرج إليه كتبك، فما كان من سماع هذا الرجل بخط
يدك ألزمناك، وما كان بخطه أعفيناك منه. فقيل لأبي زرعة: ممن سمعته
قال: من إسحق بن موسى الأنصاري، قال ابن خلاد: سألت أبا عبد الله
الزبيري عن هذا، فقال: لا يجيء في هذا الباب حكم أحسن من هذا،
لأن خط صاحب الكتاب دال على رضاه باستماع صاحبه معه. وقال غيره:
ليس بشيء] .
حدثت عن القاضي أبي الحسن علي بن الحسن الجراحي قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت، قال: [رأيت رجلاً
(١) ١٤ / ١٥٠.
(٢) ١ / ٢٤١ - ٢٤٢.