مسلمة، وَبَين عُثْمَان بْن مَظْعُون وَأبي الْهَيْثَم بْن التيهَان، وَبَين سلمَان [الْفَارِسِي] وَأبي الدَّرْدَاء.
قَالَ الْحَافِظ أَبُو عمر رَضِي اللَّه عَنهُ:
ذكر هَذَا سنيد، وَلم يسْندهُ إِلَى أحد، إِلَّا أَنه بلغه١. وَالصَّحِيح عِنْد أهل السّير وَالْعلم بالآثار وَالْخَبَر فِي المؤاخاة الَّتِي عقدهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار فِي حِين قدومه إِلَى الْمَدِينَة أَنه آخى بَين أبي بكر الصّديق وخارجة بْن زيد بْن أبي زُهَيْر، وَبَين عمر بْن الْخطاب وعتبان بْن مَالك، وَبَين عُثْمَان بْن عَفَّان وَأَوْس بْن ثَابت بْن الْمُنْذر أخي٢ حسان بْن ثَابت. وآخى بَين عَليّ بْن أبي طَالب وَبَين نَفسه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: "أَنْت أخي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة".
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ أَخِي * وَصَاحِبِي".
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأَخُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَلِيُّهُ.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: أخبرنَا أَبُو بكر،
١ وَاضح أَن ابْن عبد الْبر يضعف رِوَايَة سنيد. على أَنه أَخذ بِبَعْض رِوَايَته.٢ فِي الأَصْل: أَخا.* قلت: وَلَا يلْزم سنيدا احتجاج أبي عمر، لِأَن المؤاخاة الْمُتَقَدّمَة نسخت بِآيَة الْمَوَارِيث وَغَيرهَا، وَهَذِه أخوة موثقة عَامَّة بِالْإِسْلَامِ، وخاصة بِأَسْبَاب غير المؤاخاة الأولى.. وَقد "آخاه" عَلَيْهِ السَّلَام، وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام، وَأَبُو بكر أَيْضا أَخُو رَسُول الله بِهَذَا الِاعْتِبَار.[وَاضح من هَذَا التَّعْلِيق أَن صَاحبه يَنْفِي أخوة عَليّ للرسول فِي تِلْكَ المؤاخاة الَّتِي عقدهَا بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، حَتَّى لَا يتَعَلَّق الشِّيعَة بِمثل هَذَا الْخَبَر فِي تَفْضِيل عَليّ على أبي بكر، وَفِي بعض الْأَخْبَار أَن مؤاخاة الرَّسُول لعَلي كَانَت فِي المؤاخاة الأولى بَين الْمُهَاجِرين بَعضهم وَبَعض قبل هجرتهم. انْظُر ابْن سيد النَّاس ١/ ٢٠٠] .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute