قوله:«في كل ركعة بثلاث ركوعات أو أربع أو خمس جاز»، لأنه ورد عن النبي ﵊:«أنه صلى ثلاث ركوعات في ركعة واحدة»، أخرجه مسلم (١)، لكن هذه الرواية شاذة، ووجه شذوذها: أنها مخالفة لما اتفق عليه البخاري ومسلم من أن النبي ﷺ: «صلى صلاة الكسوف في كل ركعة ركوعان فقط»(٢)، ومن المعلوم بالاتفاق أن الكسوف لم يقع في عهد النبي ﷺ ولم يصلِّ له إلا مرة واحدة فقط.
وعلى هذا فالمحفوظ أنه صلّى في كل ركعة ركوعين، وما زاد على ذلك فهو شاذ؛ لأن الثقة مخالف فيها لمن هو أرجح.
ولكن ثبت عن علي بن أبي طالب ﵁:«أنه صلّى في كل ركعة أربع ركوعات»(٣)، وعلى هذا فيكون من سنّة الخلفاء الراشدين، وهذا ينبني على طول زمن الكسوف، فإذا علمنا أن زمن الكسوف سيطول فلا حرج من أن نصلي ثلاث
(١) (٩٠٤) (١٠) عن جابر ﵁. (٢) سبق تخريجه ص (١٨٠). (٣) أخرجه الإمام أحمد (١/ ١٤٣)؛ والبيهقي (٣/ ٣٣٠).