ومن تأمل هذه الأمثلة بعين الناقد البصير درى أن لكل قراءة أوردها المفضل وجهاً مقبولاً، وإذا عرفنا أن أكبر متعقبين لقراءته هما خلف الأحمر وأبو عبيدة، أدركنا أن هناك اتجاهاً بصرياً - في أغلب الأحيان - يقف متحدياً للرواية الكوفية.
فإذا تجاوزنا الشعر وتفسيره وتقييمه وجدنا للمفضل مشاركة هامة في معارف أخرى، فكتابه الأمثال - موضع هذا الاهتمام - بمثل صورة دقيقة لمعرفته بالأيام، والأساطير الجاهلية (٢) والحكايات (٣) ورواية المدائني في الطبري معرض لمعرفته بأخبار التاريخ الإسلامي، وخاصة لمنطقة خراسان (٤) ، كما أن لديه معلومات هامة
(١) التنبيه لحمزة: ٧١ ولم ترد عند العسكري. (٢) اضف إلى ذلك حديثه عن عمرو والسعلاة في نوادر أبي زيد: ١٤٧. (٣) انظر بلاغات النساء حيث يورد حديث الجمانة بنت قيس بن زهير (ص: ١٢٥) . (٤) انظر أيضاً البيان ٣: ٣٨٧.