لا تؤكلي العام ولا تضاعي ... منتطقاً بصارم قطاع يفري به (١) مجامع الصداع ... فلما سمع بذلك الحارث - وكان يكنى أبا ليلى - أقبل يسعى مخترطاً سيفه فقال:(٢)
هل يخرجن ذودك ضرب تشذيب ... ونسب في الحي غير مأشوب هذا أواني وأوان المعلوب (٣) ... ثم نادى الحارث: من كان عنده من هذه الابل شيء فلا يصدرن بشيء من ذمتنا حتى يردها، قال: فردت جميعاً مكانها غير الناقة التي يقال لها اللفاع، فانطلق وانطلقت معه نطوف عليها، فوجدناها مع رجلين يحلبانها فقال لهما الحارث: خليا عنها فليست لكما، فضرط البائن منهما - البائن: الذي يقف من جانب الحلوبة الأيمن، ويقال للحالبين البائن والمستعلي، والمستعلي الذي من جانب الناقة الأيسر - فقال المستعلي: والله ما هي لكما، فقال الحارث: است البائن اعلم (٤) فأرسلها مثلاً ورد الابل على الجميع فانصرف بها.
- ٣٧ -
كانت امرأة من طيء يقال لها رقاش كانت تغزو بهم ويتيمنون برأيها، وكانت
(١) الأغاني: يشفي به. (٢) انظر الجز برواية أخرى في الأغاني ١١: ٩٩. (٣) المعلوب: سيف الحارث بن ظالم. (٤) جمهرة العسكري: ١: ١٣٨ والميداني ١: ٢٢٤ والمستقصى: ٦٤ والأغاني ١١: ٩٩، ١٠٢. والخزانة ٣: ١٨٧ والعبدري: ٥٥.