بالزناد. ولذلك شبّه عنترة حكَّ الذباب ذراعه بذراعه - وذلك (١) عادة في الذباب - باقتداح الأجذم، وهو المقطوع الكف، كأنّه إذا أراد الاقتداح وقد عدم كفيه احتاج إلى فَتْلِ الزند بذراعيه، قال ووصف عُشباً في روضة (٢) :
هزجاً يحكُ ذراعَهُ بذراعِهِ ... قَدْحَ (٤) المكبِّ على الزنادِ الأَجذمِ فإذا خرجت النار من تلك الحكاكة فصارت في الرية، وهي خرقةٌ، ضمَّ القادح الخرقة عليها وطَرَحَ الزندين.
١٠١٣ - قال أبو حنيفة (٥) : ولا أعلم أحداً وصف الاقتداج بالزند وترشيح النار، من حين (٦) سقطت شررةً إلى أن عَظُمَتْ، وَصْفَ ذي الرمة في قوله (٧) :
قد انتُتِجَتْ من جانبٍ من جنوبها ... عَواناً ومن جَنْبٍ إلى جَنْبِهِ بكرا
فلما بَدَتْ كَفَّنْتُها وهي طفلةٌ ... بطلساءَ لم تكمُلْ ذراعاً ولا شبرا
وقلتُ له ارفعها إليك وأحيها ... بروحك واقتَتْهُ لها قيتةً قَدْرا
(١) ص: ولذلك. (٢) من معلقته المشهورة، انظر شرح القصائد السبع: ٣١٤ وشرح القصائد التسع: ٤٧٧ وعده الجاحظ من التشبيهات العقم وأن عنترة غلب عليه حتى لو عرض له امرؤ القيس لافتضح، انظر الحيوان ٣: ١٢٧. (٣) ص: بنازح. (٤) حد: حك. (٥) حد: ١٢٨. (٦) ص: حيث. (٧) ديوان ذي الرمة: ١٤٢٦. (٨) الديوان: عاورت. (٩) الديوان: لموقعها. (١٠) الديوان: إذا نحن لم نمسك. (١١) وقع. هذا البيت في الديوان بعد قوله ((فلما تنمت ... البيت)) .