تعدّ عليه الوحش والطير قوتها ... اذا سار والتفّت عليه القشاعم
والبيت الأوّل مأخوذ من قول المتنبى:
وكان بها مثل الجنون فأصبحت ... ومن جثث القتلى عليها تمائم
وقال الحمّانىّ:
وإنا لتصبح أسيافنا ... إذا ما انتضين ليوم سفوك
منا برهن بطون الأكفّ ... وأغمادهن رءوس الملوك
وقال حسّان:
إذا ما غضبنا بأسيافنا ... جعلنا الجماجم أغمادها
قال رجل من بنى تميم لرجل عبادىّ: لم يكن لآل نصر بن ربيعة صولة فى الحرب.
فقال: لقد قلت بطلا، ونطقت خطلا؛ كانوا والله إذا أطلقوا [١] عقل الحرب رأيت فرسانا تمور كرجل الجراد [٢] ، وتدافع كتدافع الأمداد؛ فى فيلق حافتاه الأسل، يضطرب عليها الأجل؛ إذا هاجت لم تتناه دون إرادتها [٣] ، ومنتهى غايات طلباتها؛ لا يدفعها دافع، ولا يقوم لها جمع جامع؛ وقد وثقت بالظفر لعزّ أنفسها، وأيقنت بالغلبة لضراوة عادتها؛ خصّت بذلك على العرب أجمعين.