الآية الكريمة التي يدور البحث على ضوئها مرتبطةٌ بثلاث آيات
قبلها، والآيات الثلاث ليست بمنفصلة عمَّا تقدمها من آيات السورة الكريمة.
فالله - سبحانه وتعالى- لَمَّا ذكر جملة مِمَّا يُفْعَل في الحج، وما فيه من منافع دنيوية وأخروية - وكان المشركون قد صدُّوا الرسول صلى الله عليه وسلم عام الحديبية ومنعوه من دخول الحرم، وآذوا مَنْ كان بمكة من المؤمنين - أنزل الله تعالى هذه الآيات مبشرة للمؤمنين بدفعه عنهم، ومشيرة إلى نصرهم وإذنه لهم في القتال١. ومعلنة ما به يزول الصد والمنع، وما به يصير المسلمون أعزة أحراراً أقوياء٢. ووعد الله في هذه الآيات بالتمكين لهم في الأرض، وردهم إلى ديارهم، وفتح مكَّة لهم٣. وأنَّ عاقبة الأمور راجعةٌ إلى الله تعالى. والعاقبة للتقوى.
ولم يذكر - سبحانه وتعالى- ما يدفعه عنهم ليكون أفخم وأعظم
١ البحر المحيط ١/٣٧٣. ٢ التفسير الواضح ٢/٧١، والتيسير في أحاديث التفسير ٤/١٧٧، وأحكام القرآن لابن العربي، القسم الثالث، ١٢٩٦-١٢٩٩. ٣ البحر المحيط ١/٣٧٣. ٤ أحكام القرآن لابن العربي، القسم الثالث ١٢٩٦-١٢٩٩.