قال جارُ الله (٢): "والذي يُقضى منه العجب حالُ هؤلاءِ في قلةِ إنصافِهِم وفرطِ جَورهم واعتِسَافِهم".
قال المشرحُ: العَسْفُ والتَّعَسُّفُ (٣) والاعتِسَافُ (٤) ثلاثَتُها الأخذُ على غَيرِ طريقٍ (٥).
قال جارُ اللهِ:"وذلك أنَّهم لا يَجدونَ عِلْمًا من العُلُوم الإِسلاميَّة فقهِهَا وكلامِها وعلمَيِ تَفسِيرها وأخبارِها إلَّا وافتِقارُهُ إلى العَربيّةِ بيّنٌ لا يُدفَع، ومَكشوفٌ لا يَتقَنَّعُ".
قال المشرحُ: أي لا يَختَفي، يُقالُ: قَنَّعتُ المرأةَ ألبستُها القِنَاعَ فَتَقَنَّعَت.
قال جارُ الله:"ويرون الكلامَ في مُعظَمِ أبوابِ أُصولِ الفقهِ ومسائِلِها مبنيًا على علمِ الإِعرابِ، والتفاسيرَ مشحونةً بالروايات عن سيبويه والأخفشِ والكسائي والفراء وغيرهم من النَّحويين البصريين والكوفيين".
قال المشّرحُ: قوله: والتَّفاسيرَ منصوبٌ عطفًا على الكلام. فإن سألتَ: لمَ خَصَّ هؤلاء الأربعةَ؟ أجبتُ: لأنَّ الإِعرابَ بصريٌّ وكوفيٌّ، وسيبويه (٦)
(١) انظر المثل في جمهرة الأمثال ١/ ٣٦٤. (٢) انظر ردّ البيكندي على المؤلف في المقاليد ١/ ورقة ٨. (٣) في (أ) (العسف). (٤) في (ب) التعسف. (٥) في (ب) الطريق. (٦) سيبويه (؟ - ١٨٠ هـ) هو إمام النحاة أبو عثمان عمرو بن بشر الحارثي بالولاء. ألف الكتاب أقدم الكتب النحوية التي وصلتنا قال زيد الكندي: كأن النحو أوحي إلى سيبويه. انظر ترجمته في؛ أنباه الرواة: ٢/ ٣٤٦، وتاريخ بغداد ١٢/ ١٩٥، معجم الأدباء: ١٦/ ١١٤.