أمر الله ونهيه ووعده ووعيده {فإذا هم مبصرون} يرون قبح المعصية وسوء عاقبة فاعلها فكفوا عنها ولم يرتكبوها. وقوله تعالى:{وإخوانهم} أي إخوان الشياطين من أهل الشرك والمعاصي {يمدونهم} أي الشياطين {في الغي} أي في المعاصي والضلالات ويزيدونهم في تزيينها لهم وحملهم عليها، {ثم لا يقصرون} عن فعلها ويكفون عن ارتكابها.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- الأمر بالتزام الآداب والتحلي بأكمل١ الأخلاق ومن أرقاها العفو عمن ظلم وإعطاء من حرم، وصلة من قطع.
٢- وجوب الاستعاذة بالله عند٢ الشعور بالوسوسة أو الغضب أو تزيين الباطل٣.
٣- فضيلة التقوى وهي فعل الفرائض وترك المحرمات.
٤- شؤم أخوة الشياطين حيث لا يقصر صاحبها بمد الشياطين له عن الغي الذي هو الشر والفساد.
١ روي أنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أمرني ربي بتسع: الإخلاص في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأن أعفو عمّن ظلمني وأصل من قطعني، وأعطي من حرمني وأن يكون نطقي ذكراً وصمتي فكراً ونظري عبرة". ٢ روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول له من خلق كذا وكذا حتى يقول له: من خلق ربّك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته" فقوله: فليستعذ: الأمر للوجوب إذ لا يدفع الشيطان إلا الله تعالى فهو الذي ينجي منه ويجير. ٣ روي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزلت آية {خذ العفو} الآية قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كيف يا رب والغضب" فنزلت: {وإمّا ينزغنك ... } الخ.