أيمانهم وعن شمائلهم} يريد يحيط بهم فيمنعهم سلوك الصراط المستقيم حتى لا ينجوا ويهلكوا كما هلك هو زاده الله هلاكاً، وقوله {ولا تجد أكثرهم شاكرين} هذا قول إبليس للرب تعالى، ولا تجد أكثر أولاد آدم الذي أضللتني بسببه شاكرين لك بالإيمان والتوحيد والطاعات.
وهنا أعاد الله أمره بطرد اللعين فقال {اخرج منها} أي من الجنة {مذموماً مدحوراً} أي ممقوتاً مطروداً (لمن تبعك١ منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين} أي فبعزتي لأملأن جهنم منك وممن اتبعك منهم أجمعين.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- خطر الكبر على الإنسان.
٢- ضرر القياس٢ الفاسد.
٣- خطر إبليس وذريته على بني آدم، والنجاة منهم بذكر الله تعالى وشكره.
١ اللام في {لمن} موطئة للقسم، واللام في {لأملأنّ} في جواب القسم والتقدير: وعزتي من تبعك منهم لأملأن جهنم منك ومنهم أجمعين. ٢ القياس من الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة مشروع محمود لأنّه اعتصام بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وإنّما المذموم المحرّم: القياس على غير أصل من هذه الأصول الثلاثة: الكتاب، السنة، الإجماع، وهذا علي ابن أبي طالب لما قال له أبو بكر رضي الله عنهما أقيلوني بيعتي فقال عليّ: والله لا نقيلك ولا نستقيلك رضيك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على دنيانا أفلا نرضاك لديننا فقاس الإمامة على الصلاة لله، وقاس أبو بكر الزكاة على الصلاة.