إن مجيء هذه الآية الكريمة بوصف الله تعالى في بدايتها ب {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} هو تأكيد لتنزيه ذاته وإتمام للاستدلال على تنزهه عن الشريك في الآية قبلها. وذلك من وجهين:
أحدهما: أنّه تعالى يصف ذاته بأنه عالمٌ بما غاب عن خلقه من الأشياء فلم يروه ولم يشاهدوه وعالمٌ بما رأوه وشاهدوه ليخبر عن هؤلاء المشركين الذين عبدوا من دونه آلهة وزعموا أنّه اتخذ ولداً سبحانه أنّهم فيما يقولون ويفعلون
١ المرجع السابق: ج١٨ ص١١٤. ٢ انظر: المرجع السابق: ج١٨ ص١١٦_١١٧. ٣ تفسير الطبري: ج١٨ ص٣٨. ٤ قرأ نافع وأبو بكر وحمزة والكسائي (عالمُ) بالرفع على الإستئناف، وقرأ الباقون (عالمِ) بالجر، على أنّه صفة لله. (انظر: حجة القراءات لابن زنجلة ص٤٩١) . ٥ سورة المؤمنون: الآية (٩٢) .