الفصل الأول: في أقسام العلم الشرعي وهي ثلاثة: تفسير، وحديث، وفقه
أما التفسير فهو معرفة معاني كتاب الله العزيز، وما أريد به، وهو قسمان: ما لا يعرف إلا بتوقيف، وما يدرك من دلالة الألفاظ بواسطة علوم أخر كلغة وغيرها، وقد جاء في فضله وآدابه أخبار وآثار١:
منها ما ورد في قوله تعالى:{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[البقرة: ٢٦٩] قال: الحكمة القرآن والفكرة فيه٢، وهذا عن ابن عباس، وفي رواية عنه: الحكمة المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه وأمثاله٣.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أعربوا٤ القرآن والتمسوا غرائبه"٥. وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: لأن أعرب آية من القرآن أحب إلي من أن أحفظ آية٦، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من قرأ القرآن فأعربه كان له عند الله أجر شهيد٧،
١ تفسير القرطبي ١/ ٣٧. ٢ تفسير القرطبي ٣/ ٣٣١. ٣ تفسير القرطبي ٣/ ٣٣١. ٤ والمراد بالإعراب: البيان وفهم المعنى، وإلا فالإعراب اللفظي من لازم البيان، ومن قرأ القرآن بلا تجويد أثم، والله أعلم. ٥ الحديث في الجامع الكبير رقم ٤٥/ ٣٤٨٣، والجامع الصغير رقم ١١٤٩، والمستدرك ٢/ ٤٧٧، ومجمع الزوائد ٧/ ١٦٣، ومسند أبي يعلى ١١/ ٤٣٦، وتفسير القرطبي ١/ ٢٣. ٦ فضائل القرآن لأبي عبيد ٣٤٨، والإتقان ٤/ ١٧٢، والإيضاح لابن الأنباري ١/ ٢٣، وكنز العمال ٢/ ٣٢٧ حديث رقم ٤١٥٢. ٧ تفسير القرطبي ١/ ٢٣، وكنز العمال ٢/ ٣٣٦ حديث رقم ٤١٧٧.