ومن مجيء الهمزة للإنكار قوله تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ٢.
وقول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح٣
إذ المعنى: الله بكاف عبده، وأنتم خير من ركب المطايا؛ لأن نفي النفي إثبات، وهذا مراد من قال: إن الهمزة فيه للتقرير، أي: للتقرير بما دخله النفي، لا للتقرير بالانتفاء.
٩- التهكم، نحو: أرأيك يرشدك إلى ما تقول؟ وعليه قوله تعالى:{أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} ٤. وقوله:
وما أدري ولست إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء
١٠- الاستبعاد، نحو: أنى يرى ذلك وهو أكمه، وعليه قوله تعالى:{أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ، ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} ٥.
١٢- التحقير، نحو: أهذا الذي كنت تطنب في مدحه، أهذا الذي كنت تركن إليه.
١٣- التعظيم، نحو قول أبي نواس:
١ المشرفي منسوب إلى مشارف اليمن، وهي بلاد تعمل فيها السيوف وسهام مسنونة حادة النصال، وزرق صافية مجلوة كأنياب الأغوال في الحدة. ٢ سورة الزمر الآية: ٣٦. ٣ المطايا جمع مطلية، وأندى من الندى وهو الكرم، والراح جمع راحة باطن الكف. ٤ كان شعيب كثير الصلوات إذا رآه قومه تضاحكوا واستهزءوا به "سورة هود الآية: ٨٧". ٥ سورة الدخان الآية: ١٣. ٦ القارعة النازلة الشديدة تنزل عليهم بأمر عظيم وبه سمي يوم القيامة "سورة القارعة".