وفي النظم أن يكون أحدهما في آخر البيت والآخر في صدر المصراع الأول أو في حشوه أو في آخره أو في صدر المصراع الثاني٣، فالأول نحو:
تمنت سليمي أن أموت صبابة ... وأهون شيء عندنا ما تمنت
والثاني كقول الصمة بن عبد الله القشيري:
أقول لصاحبي والعيس تهوى ... بنا بين المنيفة فالضمار
تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار٤
والثالث كقول أبي تمام:
ومن كان بالبيض الكواكب مغرما ... فما زلت بالبيض القواضب مغرما٥
والرابع كقول ذي الرمة:
وإن لم يكن إلا معرج ساعة ... قليلا فإني نافع لي قليلها
والخامس كقول القاضي الأرجاني:
دعاني من ملامكما سفاها ... فداعي الشوق قبلكما دعاني
والسادس كقول الثعالبي:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فانف البلابل باحتساء بلابل٦
والسابع كقول الحريري:
١ سورة الأحزاب الآية: ٣٧. ٢ سورة نوح الآية: ١٠. ٣ فالأقسام ستة عشر حاصلة من ضرب أربعة في أربعة. ٤ العيس: الإبل يخالط بياضها شقرة، والمنيفة والضمار موضعان، والعرار: وردة صفراء طيبة الرائحة، ومن زائدة وما بعدها مبتدأ والظرف قبله خبر، وما مهملة. ٥ الكواعب الجارية حين يبدو ثديها للنهود، والقواضب السيوف القواطع. ٦ البلابل الأولى جمع بلبل، والثانية جمع بلبال وهو الحزن، والبلابل الثالثة جملة بلبلة "بالضم" إبريق الخمر.