وذهب بعض أهل العلم إِلَى أن الإعراب يقتضي أن يقال:"إِن هذان" قال: وذلك أن "هَذَا" اسم منهوك، ونُهْكهُ أنه عَلَى حرفين أحدهما حرف علة وهي الألف و"ها" كلمة تنبيه ليست من الاسم فِي شيء، فلما ثُنّي احتيج إِلَى ألف التثنية، فلم يوصل إليها لسكون الألف الأصلية، واحتيج إِلَى حذف أحديهما فقالوا: إِن حذَفنا الألف الأصلية بقي الاسم عَلَى حرف واحد، وإن أسقطنا ألِفَ التثنية كَانَ فِي النون منها عوض ودلالة عَلَى معنى التثنية، فحذفوا ألف التثنية.
فلما كَانَتْ الألف الباقية هي ألف الاسم، واحتاجوا إِلَى إعراب التثنية لَمْ يغيروا الألف عن صورتها لأن الإعراب واختلافه فِي التثنية والجمع إنما يقع عَلَى الحرف الَّذِي هو علامة التثنية والجمع، فتركوها عَلَى حالها فِي النصب والخفض.
قال: ومما يدلّ عَلَى هَذَا المذهب قوله جلّ ثناؤه: {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ} ٢ لَمْ تحذف النون -وَقَدْ أضيف- لأنه لو حذفت النون لذهب معنى التثنية
١ لسان العرب: "صرع" ونسبه لهوبر الحارثي. وفي خزانة الأدب ٧/ ٤٥٣، شرح شذور الذهب: ٦١. والهابي: تراب القبر. ٢ سورة القصص، الآية: ٣٢.