ومنها: أنه مفتاح الصلاة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مفتاح الصلاة الطهور»(١) .
ومنها: أنه سبب للنظافة التي بُني الدين عليها، قال - صلى الله عليه وسلم -: «بني الدين على النظافة»(٢) .
ومنها: أنه مكفر للذنوب والخطايا ورفع الدرجات، روينا في صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط»(٣) .
ومعنى «إسباغ الوضوء على المكاره» إتمامه في شدة البرد.
فائدة: ذكر أهل العلم في معنى قوله: «فذلكم الرباط» وجهين:
أحدهما: أنه شبه الذي يتوضأ في شدة البرد، ويكثر الذهاب إلى المسجد، وينتظر الصلاة بعد الصلاة في الأجر بالمرابط في سبيل الله قبالة أعدائه.
والثاني: أنه رباط صاحبه عن إثم الخطيئة، فكأنه عقله عنها بفعله.
وروينا في صحيح مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:«من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره»(٤) .
(١) أخرجه أبو داود (١/١٦٧ رقم ٦١٨) والترمذي (١/٨، رقم ٣) وقال: هذا الحديث أصح شىء في هذا الباب. وابن ماجه (١/١٠١ رقم ٢٧٥) ، وأبو يعلى (١/٤٥٦، رقم ٦١٦) ، والدارقطني (١/٣٦٠) ، والضياء (٢/٣٤١، رقم ٧١٨) وقال: إسناده حسن. والشافعي (١/٣٤) ، وابن أبي شيبة (١/٢٠٨، رقم ٢٣٧٨) ، وأحمد (١/١٢٣، رقم ١٠٠٦) عن على. وأخرجه ابن أبي شيبة (١/٢٠٨، رقم ٢٣٨٠) ، والحاكم (١/٢٢٣، رقم ٤٥٧) وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. والبيهقي (٢/٨٥، رقم ٢٣٨٦) . أخرجه أيضاً: الطبراني في الأوسط (٣/٣٦، رقم ٣٩٠) عن أبي سعيد. (٢) أورده الرافعي في التدوين (١/١٧٦) عن أبي هريرة. (٣) أخرجه مسلم (١/٢١٩، رقم ٢٥١) . وأخرجه أيضا: الترمذي (١/٧٢، رقم ٥١) ، والنسائي (١/٩٤، رقم ١٣٩) ، ومالك (١/١٦١، رقم ٣٨٤) ، وعبد الرزاق (١/٥٢٠، رقم ١٩٩٣) ، وأحمد (٢/٢٣٥، رقم ٧٢٠٨) ، وابن حبان (٣/٣١٣، رقم ١٠٣٨) ، وابن خزيمة (١/٦، رقم ٥) عن أبي هريرة. (٤) أخرجه مسلم (١/٢١٦، رقم ٢٤٥) . وأخرجه أيضاً: أحمد (١/٦٦، رقم ٤٧٦) ، والبزار (٢/٨٢، رقم ٤٣٣) ، وأبو عوانة (١/١٩٤، رقم ٦١٥) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/١٢، رقم ٢٧٣١) عن عثمان.