ونظير هذه مسألة ذكرها الحليمي وهي: ما إذا قال الكافر: آمنت بمحمد النبي فإنه يصح إيمانه، بخلاف ما إذا قال: بمحمد الرسول، قال: لأن النبي لا يكون إلا لله، والرسول قد يكون لغيره، وهذا موافق لما قاله ابن الصلاح.
قال ابن الملقن: وهو غريب.
وقوله «صلى الله عليه وسلم» فيه إشارة إلى أنه ينبغي لمن يكتب اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي ويسلم عليه عقب كتابته، كما يستحب أن يصلي ويسلم عقب ذكره.
فائدة: علامة كون الإنسان من أهل السنة كثرة صلاته على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر العلماء: أن الملائكة تصلي عليه على الدوام، وأن مهر آدم على حوآء كان الصلاة عليه، فإن الله لما خلق حوآء أراد آدم القرب منها، فطلبت منه المهر فقال: يا رب ماذا أعطيها؟ قال: يا آدم صلي على صفيّ محمد بن عبد الله عشرين مرة، ففعل ذلك.
وإن بكاء الصبي مدة صلاة عليه، فقد ورد في خبر:«لا تضربوا أطفالكم على بكائهم سنة، فإن أربعة أشهر منها يشهد أن لا إله إلا الله، وأربعة أشهر يصلي عليّ، وأربعة أشهر يدعو للوالدين»(١) .
(١) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (١١/٣٣٧، ترجمة: ٦١٧١) علي بن إبراهيم بن الهيثم بن المهلب أبو الحسن البلدي) وأخرج الحديث من طريقه عن نافع رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: هذا الحديث منكر جداً، ورجال إسناده كلهم مشهورون بالثقة سوى أبي الحسن البلدي. وترجم لأبي الحسن الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (٤/١٩١، ترجمة: ٥٠٦) وقال نقلاً عن الذهبي: اتهمه الخطيب، ونقل الحافظ رواية الخطيب بإسنادها ثم نقل إنكار الخطيب للحديث ثم قال: قلت هو موضوع بلا ريب. وذكره في الموضوعات الحافظ السيوطي في اللالئ المصنوعة في الأأحاديث الموضوعة (١/٩٩) .