على دينكم» أي: امتحن فيها رسوخكم في دينكم «وقد رأيت منكم الذي أحببت، فسجدوا له ورضوا عنه وكان ذلك آخر شأن هرقل» أي: في حال النبي - صلى الله عليه وسلم - وقصته.
وقد ذكر البخاري حديث هرقل في كتابه في عشر مواضع والله أعلم (١) .
قال ابن رجب: قوله «وكان آخر شأن هرقل» الظاهر أنه من كلام الزهري ومراده: أن هذا آخر ما بلغه من خبره والله اعلم بالحال وإليه المرجع وإنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
* * *
(١) بالإستقراء وجدناه في أحد عشر موضعاً: الأول: هاهنا، والثاني: (١/٢٨، رقم ٥١) ، والثالث: (٢/٩٥٢، رقم ٢٥٣٥) ، والرابع: (٣/١٠٣٢، رقم ٢٦٥٠) ، والخامس: (٣/١٠٧٤، رقم ٢٧٨٢) ، والسادس: (٣/١٠٨٧، رقم ٢٨١٦) والسابع: (٣/١١٥٨، رقم ٣٠٠٣) ، والثامن: (٤/١٦٥٧، رقم ٤٢٧٨) ، والتاسع: (٥/٢٢٣٠، رقم ٥٦٣٥) ، والعاشر: (٥/٢٣١٠، رقم ٥٩٠٥) ، والحادي عشر: (٦/٢٦٣٢، رقم ٦٧٧١) وهو في هذه المواضع مسنداً في بعضها بتمامه وفي أكثرها بأجزاء منه. ورواه معلقاً في ثلاثة مواضع: الأول: (١/١١٦) باب: تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت ... وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان أن هرقل دعا بكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأه فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم و ? يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة ... ? الآية. الثاني: (١/١٣٥) باب: كيف فرضت الصلوات في الإسراء وقال بن عباس حدثني أبو سفيان في حديث هرقل فقال: يأمرنا يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة والصدق والعفاف. والثالث: (٦/٢٧٤٢) باب: ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها ... وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان بن حرب أن هرقل دعا ترجمانه ثم دعا بكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأه.