وأسارير وجهه تبرق، فقلت: يا رسول الله؛ ما رأيتك أطيب نفسا، ولا أظهر بشرا من يومك هذا؟ قال:«وكيف لا تطيب نفسي، ويظهر بشري؛ وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة، فقال: يا محمد؛ من صلّى عليك من أمتك صلاة.. كتب الله له بها عشر حسنات، ورفعه بها عشر درجات، وقال له الملك مثل ما قال لك؟! قلت: يا جبريل؛ وما ذاك الملك؟ قال: إن الله عز وجل وكّل ملكا منذ خلقك إلى أن يبعثك، لا يصلّي عليك أحد من أمتك.. إلا قال: وأنت صلّى الله عليك»«١» .
وفي أخرى:«ما من مسلم يصلّي عليك صلاة واحدة.. إلا صليت أنا وملائكتي عليه عشرا»«٢» زاد أبو يعلى الصابوني: «فأكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة، وإذا صليتم عليّ.. فصلوا على المرسلين؛ فإني رجل من المرسلين»«٣» .
وفي أخرى:«ولا يكون لصلاته منتهى دون العرش، لا تمرّ بملك.. إلا قال: صلّوا على قائلها كما صلّى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم»«٤» .
وفي أخرى سندها حسن- وقيل: صحيح-: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا بأبي طلحة، فقام إليه فتلقاه، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله؛ إني لأرى السرور في وجهك، قال:«أجل؛ أتاني جبريل آنفا، فقال: يا محمد؛ من صلّى عليك مرة- أو قال: واحدة- كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات»«٥» .
(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» (٥/ ١٠٠) . (٢) أخرجه الطبراني في «الكبير» (٥/ ٩٩) . (٣) هذه الزيادة عزاها أيضا الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص ٢٤٥) لأبي يعلى الصابوني في «فوائده» من طريق أبي ظلال عن أنس. (٤) أخرجه الخطيب في «تاريخه» (٨/ ٤١) ، وعزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص ٢٤٥) لأبي الفرج في كتاب «الوفا» له. (٥) أخرجه ابن الجعد في «مسنده» (٢٩٤٨) ، والبغوي في «جزئه» (١/ ٢٦) .