وقال -صلى الله عليه وسلم- في خطبة حجة الوداع:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم-» الحديث (٢).
وجاءت النصوص في التحذير من مخالفة أمر الله -سبحانه وتعالى- وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقال تعالى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور: ٦٣].
ونقل ابن بطة عن الإمام أحمد رحمه الله قوله:"نظرت في المصحف فوجدت فيه طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثلاثة وثلاثين موضعًا"، ثم جعل يتلو:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور: ٦٣]، وجعل يكررها، ويقول:"وما الفتنة؟ الشرك، لعله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ فيهلكه"، وجعل يتلو هذه الآية:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}[النساء: ٦٥] " (٣).
(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه في كتاب العلم، ذكر نفي الضلال عن الآخذ بالقرآن (١/ ٣٢٩) ح (١٢٢)، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٤١) ح (٦٢): "رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد"، وقال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد في كتاب العلم، باب في العمل بالكتاب والسنة (١/ ١٦٩) ح (٧٧٩): "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح"، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢/ ٣٣٠) ح (٧١٣). (٢) أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في كتاب العلم (١/ ١٧١) ح (٣١٨) وصححه ووافقه الذهبي، وقال الذهبي: "وله أصل في الصحيح"، والبيهقي في السنن الكبرى في كتاب آداب القاضي (١٠/ ١٩٤) ح (٢٠٣٣٦)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٤١) ح (٦٦)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١/ ١٢٤) ح (٤٠). (٣) الإبانة الكبرى لابن بطة (١/ ٢٦١).