وصبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وكانت تربيته الربانية كفيلة بتطهير نفوس المؤمنين معه فكانوا كل يوم يزدادون من سمو الروح ونقاء القلب ونظافة الخلق والتحرر من سلطان الماديات والشهوات شيئاً كثيراً.
(كان صلى الله عليه وسلم يأخذهم بالصبر على الأذى والصفح الجميل، وقهر النفس مع أنهم قوم قد وضعوا حب الحرب، وكأنهم ولدوا مع السيف، وهم من أيامها حرب البسوس وداحس والغبراء. وما يوم الفجار ببعيد!!
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قهر طبيعتهم الحربية، وكبح نخوتهم العربية فانقهروا لأمره، وكفوا أيديهم وتحملوا من قريش ما تسيل منه النفوس، في غير جبن وفي غير عجز) (٢) . هذا بالنسبة لموقف المسلمين من أعدائهم.
(١) المصدر السابق (١/٢٨٢) . (٢) ماذا خسر العالم بانخطاط المسلمين لأبي الحسن الندوي (ص٩٧) بتصرف.