{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}: فلْيَدْعُ أبو جهل أهل مَجلسه وأنصارَهِ من عشيرته وقومه.
والنادي (١): هو المجلس .. قال ابن عباس:"فليدع ناصِرَه".
{سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}(٢): قال قتادة ومجاهد: "الملائكة"، والمراد ملائكة العذاب.
° "وهذه الآية معجزةٌ خاصةٌ من معجزات القرآن، فإنه تحدَّى أبا جهل بهذا، وقد سمع أبو جهل القرآنَ وسَمِعه أنصارُه، فلم يُقدِمْ أحدٌ منهم على السَّطْوِ على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، مع أن الكلامَ يُلهِبُ حَمِيَّته"(٣).
{كَلاَّ لا تطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}:
يقول تعالى ذِكرُه: "ليس الأمرُ كما يقول أبو جهل، إذ يَنهى محمدًا
(١) قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" (٣٠/ ٤٥١): "النادي: اسم للمكان الذي يجتمع فيه القوم، يُقال: نَدَا القومُ نَدْوًا، إذا اجتمعوا. والنَّدْوة: الجماعة. ويقال: نادٍ ونَدِيّ، ولا يُطلق هذا الاسمُ على المكان إلاَّ إذا كان القوم مجتمعين فيه، فإذا تفرَّقوا عنه فليس بنادٍ، وُيقال: "النادي" لمجلس القوم نهارًا، فأما مجلسهم في الليل فيسمى: "المسامر"، قال تعالى: {سَامرًا تَهجرون}. ويطلق النادي على الذين ينتدون فيه. يقال: إني لأكثر أهل هذا الوادي ناديًا: أي ناسَا يجلسون إلي، يريد أنه رئيس يصمد إليه". (٢) الزَّبانية: بفتح الزاي جمع زَباني: بفتح الزاي وبتحتية مشدَّدة، أو جمع زِبْنِية بكسر الزاي فسكون، أو جَمع زِبْنِي، وقِيل: هو اسم جمع لا واحد له من لفظه مثل أبابيل وعَبَاديد. وهذا الاسم مشتق من الزَّبن: وهو الدفع بشدة، يُقال: ناقة زبُون: إذا كانت تركُل من يحلِبُها، وحرب زبون يدفع بعضها بعضًا بتكرر القتال. (٣) "تفسير التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور (٣٠/ ٤٥٢).