عُذْرًا رَسُولَ الله دُونَ خِطَابِكُمْ … تَعْنُوا فَلاسِفَةُ البَيَانِ وتَعْقُرُ (١)
مَا زِلْتُ دُونَ حَدِيثكُمْ مُتَحيِّرًا … لَهْفَانَ أُقْدِمُ تَارةً وأُأَخَرُ!!!
مَا زِلْتُ خَلفَ اللَّفْظِ أَلهَثُ جَاهِدًا … ومَشَاعِرِي بِمَشَاعِرِي تَتَعَثَّرُ!!
كيْفَ الحَدِيثُ وذِي شمَائِلُ ثَرَة … وعَبِيرُ جَنَّاب يَفُوحُ وعَنْبَرُ؟!
ونَدًى لِطِيبِ رُضابِه ثَمِل النَّدَى … واشْتَاقَ وَرْدٌ واسْتَهَامَ صُنُوبَرُ!
وإخَالُ أشجارَ الوُجُودِ وَقْد ذَوَتْ (٢) … فَإِذَا ذُكِرْتَ خِيَالَها تَخْضَوْضَرُ
بَلْ سَبَحَ الضَخْرُ الجَمَادُ بِكَفكُمْ … بَكَتِ الجِمالُ .. هَفَا إِليكَ المِنْبَرُ
مَاذَا أقولُ أنا وتِلكَ سمَاتُكُم … بَيْضَاءَ تَعْشَى مِن سَنَاها الأسْطُرُ؟!
فَليَكْفِنِي شَرَفًا أُنَافِحُ (٣) عَنكُمُ … فَلَذَاكَ عِزُّ الدَّهْرِ بَلْ هُوَ اكبَرُ
* * *
أيْ أمَّةَ الإِسلام أَخْيَرَ أُمَّةٍ … ثُورُوا لِعْرضِ نَبِيكُّمْ وَلْتَثأرُوا
ثُورُوا ولَكِنْ ثَوْرَةً فَوْقَ النُّهَى … تُوْدي فَما يُجْدِي الهُتَافُ الثَّائِرُ؟
فَلتَطرُدُوهُمْ واقْطَعُوا أذْنَابَهُم … قَطَعًا تَذِلُّ له الرُّؤُوسُ وتَصْغُرُ
بل قاطِعُوهم هم عَبِيدُ دَرَاهِمٍ … وجِراحُ عَبْدِ المال ما تَتَخَثَّرُ (٤)
وأَرُوا العَوالِمَ مِن مَحَاسِنِ دِينِكُمْ … ما لَيْسَ يُنْكِرُهُ الكَفُورُ الأَكْفَرُ
وَلْتَقْتَفُوا أَثَرَ النَّبِيِّ فطَالَما … سَكَنَ الشَّرِيدُ لهُ وحَنَّ النَّافِرُ
(١) تعقرُ: تعقم: لا تلدُ.
(٢) ذَوَت: يبست.
(٣) أنافحُ: أدُافعُ.
(٤) تتخَثَّر: تلتئم.