لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا … وما علِّم الإنسانُ إلا ليعلما
(صلب العصا) يقال فلان صلب العصا، إذا كان جلداً قويا على السفر والسير. قال الراعي يصف راعياً:
صلب العصا بضربهِ دمّاها (١) … إذا أراد رشداً أغواها (٢)
قوله بضربه أي بسيره. قال الله تبارك وتعالى:«وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ»:
سافرتم. وقوله «دمّاها» أي تركها كالدمى، واحدتها دمية، وهي الصور [في] المحاريب. وقوله «أغواها» أي رعاها الغواء (٣)، وهو نبت تسمن عليه ا [لإبل].
وقال [أبو (٤)] المجشر الضبي:
فإن تكُ مدلولاً علي فإنني … كريمك لا غمرٌ ولا أنا فانِ (٥)
وقد عجمتني العاجماتُ فأسارت … صليب العصا جلدا على الحدثان (٦)
صبورا على عضِّ الخطوب وضرسها … إذا قلَّصتْ عن الفم الشفتان (٧)
(١) في اللسان (دمى): «برعيه دماها». (٢) الرشد، هنا: حب الرشاد. انظر كتاب الإنصاف والتحري في تعريف القدماء بأبى العلاء ٥٦٤. (٣) لم أجد من ذكر هذا النبات. وفي خ: «الغوى» ولم أجده كذلك. (٤) هذه التكملة من حماسة ابن الشجري ٦٠ واللسان (أبى). وذكر كلاهما أنه شاعر جاهلي. (٥) رواه في اللسان (دلل). وفي الأصل: «فإن يك» تحريف. يقال: ما دلك على، أي ما جرأك على. كريمك، هي في اللسان: «لعهدك»، ولعل هذه «كعهدك». الغمر، بتثليث الغين: الذي لا تجربة له. وفي الأصل وخ: «غم»، وصوابه من اللسان. والفاني: الشيخ الكبير. (٦) عجمته العاجمات: خبرته. وفي حماسة ابن الشجري: «لقد عجمتنى النائبات»، أسأرت: أبقت. (٧) الضرس: العض بالأضراس، ومثله التضريس. قال الأخطل: كلمح أيدي مثاكيل مسلبة … يندبن ضرس بنات الدهر والخطب