الثالث عشر: حصول الفلاح والهدى للمؤمنين بسبب إيمانهم، قال الله - عز وجل - بعد ذكره إيمان المؤمنين بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما أنزل على من قبله، والإيمان بالغيب، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(٢) , فهذا هو الهدى التامّ، والفلاح الكامل، فلا سبيل إلى الهدى والفلاح إلا بالإيمان التامّ.
الرابع عشر: الانتفاع بالمواعظ من ثمرات الإيمان، قال الله - عز وجل -:
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}(٣) , وهذا؛ لأن الإيمان يحمل صاحبه على التزام الحق، واتباعه، علماً وعملاً، ومعه الآلة العظيمة، والاستعداد لتلقّي المواعظ النافعة، وليس عنده مانع يمنعه من قبول الحق، ولا من العمل به.
الخامس عشر: الإيمان يحمل صاحبه على الشكر في حالة السرَّاء، والصبر في حالة الضرَّاء، وكسب الخير في كلّ أوقاته، قال الله - عز وجل -: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَالله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}(٤) , وقال - عز وجل -: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ الله
(١) سورة الحديد, الآية: ٢٨، وانظر: سورة الأنفال، الآية:٢٩. (٢) سورة البقرة، الآية: ٥. (٣) سورة الذاريات، الآية: ٥٥. (٤) سورة الحديد، الآيتان: ٢٢ - ٢٣.