فيه الناس، فكان هو أولى به حيث قال:((بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى إلا نطق بالحكمة)) (١).
ولهذا قال الإمام الذهبي (٢): ((إلى فقه مالك المنتهى، فعامة آرائه مسددة)) (٣).
ولكن الإمام مالك قد أنصف حينما رسم للناس قاعدة يسيرون عليها، حيث قال:((كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وسلم -)) (٤).
وهذا كلام حكيم وعظيم، يدل على أن جميع الناس ليسوا معصومين من الخطأ، إنما الذي عُصِمَ في تبليغ الشريعة هو محمد - صلى الله عليه وسلم -.
٣ - والإمام مالك كان يصدع بالحق ولا تأخذه في اللَّه لومة لائم، ومن ذلك قول الإمام الشافعي: ((كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال: أما إني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك،
(١) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ٨/ ١٠٩. (٢) هو الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ولد - رحمه الله - في شهر ربيع الآخر سنة ٦٧٣هـ، بدأ طلب العلم مبكراً، ورحل في طلبه، وبرع فيه، ثم عمي قبل موته بأربع سنين أو أكثر بماء نزل في عينيه، وتوفي - رحمه الله - ليلة الاثنين من ذي القعدة قبل نصف الليل سنة ٧٤٨هـ، وله آثار علمية بلغت نحو من ٢١٥ مؤلفاً - رحمه الله -. انظر: البداية والنهاية، ١٤/ ٢٢٥، ومقدمة سير أعلام النبلاء، ١/ ١٢ - ١٤٠. (٣) انظر: سير أعلام النبلاء، ٨/ ٩٢. (٤) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ٨/ ٩٣.