أتباع التابعين هم من القرون المفضلة التي امتدحها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بقوله:((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ... )) (١).
ولتابعي التابعين مواقف حكيمة يستفيد منها الدعاة إلى اللَّه - تعالى - وسأذكر منها - بعون اللَّه تعالى - نماذج في المطالب الآتية:
المطلب الأول: مواقف الإمام مالك بن أنس رحمه اللَّه تعالى.
المطلب الثاني: مواقف الإمام الشافعي رحمه اللَّه تعالى.
المطلب الثالث: مواقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه اللَّه تعالى.
[المطلب الأول: من مواقف الإمام مالك بن أنس - رحمه الله -:]
للإمام مالك بن أنس (٢) - رحمه الله - مواقف حكيمة مشرفة، منها على
(١) البخاري مع الفتح، ٥/ ٢٥٩، (رقم ٢٦٥٢)، ومسلم، ٤/ ١٩٦٤، وتقدم تخريجه. (٢) الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو، إمام دار الهجرة، ولد سنة ٩٣هـ عام موت أنس بن مالك بن النضر، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطلب العلم بصدق وإخلاص، فكان أحد الأئمة الأربعة، فنفع الله به المسلمين، وتوفي عام ١٧٩هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، ٨/ ٤٩ - ١٣٥، والبداية والنهاية، ١٠/ ١٧٤، وتهذيب التهذيب، ١٠/ ٥.