أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ ... سأنبئك عن تفصيلها ببيان
ذكاءٌ، وحرصٌ، واجتهادٌ، وبُلغةٌ ... وصحبةُ أستاذٍ وطول زمان (١)
٣ - اجتناب جميع المعاصي بتقوى الله تعالى؛ فإن ذلك من أعظم الوسائل إلى حصول العلم، كما قال تعالى:{وَاتَّقُواْ الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(٢)، وقال تعالى:{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ الله يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(٣).
وهذا واضح بيِّن أنَّ من اتقى الله جعل له علماً يُفَرِّقُ به بين الحق والباطل (٤)؛ ولهذا قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: ((إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد عَلِمَه بالذنب يعمله)) (٥).
وقال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: ((خمسٌ إذا أخطأ القاضي منهن خطة (٦) كانت فيه وصمةً (٧) أن يكون: فهماً، حليماً، عفيفاً، صليباً (٨)، عالماً سؤولاً عن العلم)) (٩).
(١) ديوان الشافعي، ص١١٦. (٢) سورة البقرة، الآية: ٢٨٢. (٣) سورة الأنفال، الآية: ٢٩. (٤) انظر: تفسير ابن كثير، ١/ ٣٣٨، وتفسير السعدي، ١/ ٣٤٩. (٥) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ١/ ١٩٦. (٦) خطة: أي خصلة. انظر: فتح الباري، ١٣/ ١٤٦. (٧) وصمة: عيباً. انظر: فتح الباري، ١٣/ ١٤٦. (٨) قوياً شديداً، يقف عند الحق ولا يميل مع الهوى. انظر: فتح الباري، ١٣/ ١٤٦. (٩) البخاري مع الفتح، كتاب الأحكام، باب متى يستوجب الرجل القضاء، ١٣/ ١٤٦.