وإذا مشى لأخ في قضاء حاجة ووَفَي بحقهَّ أنشد:
حقوقٌ لإخواني أريد قضاءَها … كأنَّيَ ما لم أقضهن مريض
وإذا أثنى على إنسان ورأى منه شُروداً (١) ونفُرةً أنشد:
بطئ عنك ما استغنيت عنه … وطلّاع عليك مع الخطوب (٢)
وإِذا أراد شيئاً عاناه ليلاً أنشد:
والليَّل يقظانُ والكواكب في الآ … فاق حيرى كاللؤللؤ البَدَدِ (٣)
وإذا استبطأ صديقاً له وعاتبَه على قعودِه عنه أنشد:
وإني إذَا أدعوك عند مِلمِةّ … كداعية بين القَبورِ نَصِيرَها (٤)
وإذا ذمّ أخاً له في إٍساءته إلى إخوانه أنشد:
أصبح أعداؤه على ثقةٍ … منه وإخوانهُ على وجلِ
وإذا شكا من جارٍ له هَجْره أنشد:
دنَت بأناس عن تناءٍ زيارة … وشطّ ببكرٍ عن دنّوٍ مزارُها
وإنَّ مقيماتٍ بمنقَطَع الثَّرَى … لأقرَبُ من ليلَى وهاتيك دارُها (٥)
وإذا تذكر أياما مضت وكان يشكوها وهو اليوم يتمنّاها أنشد:
سقيا ورعيا لأيّام مضت سَلفَاً … بكيتُ منها فصِرتُ اليومَ أبكيها (٦)
كذاك أيامُنا لا شكَّ نندبُها … إذا تقضَّت ونحن اليوم نشكوها
(١) في الأصل: «سرورا»، تحريف.
(٢) البيت لإبراهيم بن العباس الصولي، كما في الأغانى ٩: ٢٤ ومجموعة المعاني ٥٦. وقبله:
ولكن الجواد أبا هشام … وفي العهد مأمون المغيب
(٣) البدد: المتفرق.
(٤) البيت لإبراهيم بن العباس الصولي، كما في المعاني ١٥١ والمحاضرات ١: ١٣٢ وقبله:
دعوتك عن بلوى ألمت ضرورة … فأوقدت من ضغن على سعيرها
(٥) لإبراهيم بن العباس الصولي. الوساطة ١٨٣ ومحاضرات الراغب ٢: ٣١.
(٦) البيتان لإبراهيم بن العباس الصولي في مجموعة المعاني ١٠٢.