أَقول لفتيان كرام تروَّحوا … على الجُرد في أفواههن الشكائم (١)
قعوا وقعة من يحيى لم يخز بعدها … ومن يخترم لم تتَّبعه الملاومُ (٢)
وإذا سُرّ بُلقيا صديقٍ له أنشد:
يا خَلاص الأسير يا فرحة الأو … بة يا زورة على غير وعدِ
وإذا أعار أخاً له دفترا فأبطأ عليه بردَّه أنشد:
تعجيل ردَّ الكتب مما به … يستكثِرُ العلمَ أخو العلم
وحبسُها يمنع منِ بذلها … مع الذي فيه من الظلمِ
وإذا عاد مريضاً ذا مودَّةٍ صادقة أنشده:
نفسي ونفسك إن أللت من سقم … أبللتُ منه وإن أضناكَ أضناني
وإن أمرؤ جزِعَ على فائتٍ أنشده:
فلا تكثرن في إثر شيء ندامة … إذا نزعته من يديك النَّوازع (٣)
وإذا عُوتِب على إهانته للمال وكثرة بذله أنشد:
كيف يسطيع حفظ ما جمعت كفّاه من ذاق لذة الإنفاق
(١) البيتان من مقطوعة رواها ابن الشجري في الحماسة ٤٨ وأبو الفرج في الأغانى ١٨: ١٠٩ والقالى في الأمالي ١: ٢٥٨ والبكري في التنبيه ٨١. رووا جميعا عن المفضل الضبي أنه قال: كنت مع إبراهيم بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بباخمرى، في اليوم الذي قتل فيه فلما رأى البياض يقل والسواد يكثر قال لي: يا مفضل، أنشدني شيئا يهون على بعض ما أنا فيه. فأنشدته … - وأنشدوا الأبيات - قال: فرأيته يتطالع على سرجه ثم حمل حملة كانت آخر العهد به. تروحوا: ساروا في الرواح. الجرد: جمع أجرد وجرداء»، وهو الفرس القصير الشعر. والشكائم: جمع شكيمة، وهي الحديدة المعترضة في فم الفرس. وفي الأصل: «في أعناقهن»، صوابه في الحماسة والأغانى ومجموعة المعاني ٣٩. (٢) الوقعة والوقيعة: القتال وصدمة الحرب. ويقال اخترمته المنية من بين أصحابه: أخذته من بينهم. (٣) البيت للبعيث، كما في لباب الآداب ٤٢٤. وأبيات قصيدته في أمالي القالى ١: ١٩٦ وسمط اللآلي، ٤٧٠ - ٤٧١ ومعجم البلدان (القعاقع).